قوله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم} يعني: ما أنعم به عليكم من النعم كلها، لأن كثرة النعم وذكرها يوجب مزيد الشكر من المنعم عليه والاشتغال بطاعة المنعم بها والانقياد لأمره وهو الله تعالى: {وميثاقه الذي واثقكم به} يعني: واذكروا عهده الذي عاهدكم به أيها المؤمنون {إذ قلتم سمعنا وأطعنا} وذلك حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا وقيل الميثاق هو الذي أخذه عليهم في يوم ألست بربكم قالوا بلى: {واتقوا الله} يعني فيما أخذه عليكم من الميثاق فلا تنقضوه {إن الله عليم بذات الصدور} يعني إن الله تعالى عالم بما في قلوب عباده من خير وشر. وقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله} قال ابن عباس يريد أنهم يقومون لله بحقه ومعنى ذلك: هو أن يقوم لله بالحق في كل ما يلزمه القيام به من العمل بطاعته واجتناب نواهيه {شهداء بالقسط} يعني وتشهدون بالعدل يقول لا تحابِ في شهادتك أهل ودِّك وقرابتك ولا تمنع شهادتك أهل بغضك وأعداءك أقم شهادتك لهم وعليهم بالصدق والعدل.{ولا يجرمنكم شنآن قوم} ولا يحملنكم بغض قوم {على ألا تعدلوا} على ترك العدل فيهم لعدوانهم {اعدلوا} أمر الله بالعدل في كل أحد القريب والبعيد والصديق والعدو {هو أقرب للتقوى} أي العدل أقرب للتقوى {واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} يعني: أن الله تعالى خبير بجميع أعمالكم مطلع عليها وخبير بمن عدل ومن لم يعدل.قوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} يعني عملوا بما واثقهم الله به وأوفوا بالعهود التي عاهدهم عليها {لهم مغفرة وأجر عظيم} هذا بيان للوعد كأنه لما تقدم ذكر الوعد فقيل: أي شيء هذا الوعد؟ فقال: لهم مغفرة وأجر عظيم وإذا وعدهم أنجز لهم الوعد فإنه تعالى لا يخلف الميعاد.